مولانا الذى فاجأنا
27 يناير 2017 الساعة 2:07 مساء
•• اختلف الخبراء والمحللون وهم يختارون نجم مباراة مصر وغانا. اختارت اللجنة المنظمة أحمد حجازى. واختارت الأرقام محمد صلاح صاحب الهدف. واختار نقاد تريزيجيه. واختار جمهور كوبر. واختار مشجعون أحمد فتحى. واختار مشجعون أخرون على جبر. واختار كلاسيكيون الحضرى. وهذا تأكيد على أن الفريق كان نجما وكذلك مدربه الذى فاجأنا جميعا بأداء مختلف عن مبارياته السابقة خلال عام.. فهل كان كوبر يعنى ما فاجأنا به؟•• الطريف أن «مولانا» الارجنتينى لم يعجبه أداء الفريق «من الصعب ان تدخل المباراة وتلعب من اجل التعادل. أتينا للفوز.. انا لست سعيدا بالاداء كما كنت ارغب، لكن اعتقد انه بالنظر الى من كنا نواجه، على ان اكون راضيا».لم أفهم تصريح كوبر جيدا، فقد أشار من قبل بعد مباراة مالى ثم أوغندا أنه راض عن الأداء، وأنه لن يغير من أسلوبه ومن خططه.. فكيف لايكون راضيا بالفوز والأداء على غانا.. فهل فيه بعض الغرور. أم بعض الإدعاء بالتواضع. أم بعض الحقيقة. لكن ما أعرفه أن الكثير من أنصار المنتخب أطربهم الأداء وأسعدتهم النتيجة.. «هو فيه إيه يامولانا ؟!».•• كان أداء المنتخب أمام غانا عكس كل التوقعات. فقد توقعنا أن نلعب بتحفظ. وهى مباراة تقبل هذا التحفظ الدفاعى نظرا للإختيارات التى أمام الفريق. تعادل أو فوز. وغير ذلك يكون تهديدا بالخروج. ثم أن غانا منتخب يلعب كرة قدم. وعنده مهارات عالية. ومن المخاطرة أن تلعب أمامه مباراة مفتوحة.. فهل نستطيع أن نهاجم بتوازن وندافع أيضا بصلابة؟.•• استطعنا. فقد عطل أحمد فتحى وتريزيجيه كريستيان أتسو الجناح المرواغ. تسلمه ترزيجيه فى ملعب غانا وسلمه إلى فتحى فى ملعبنا. فلم يلعب أتسو. بجانب أن المنتخب كله كان يتقدم بتقارب خطوطه. ويمارس لعبة التمرير وتبادل الكرة. وقلنا كثيرا أن تلك اللعبة مع التحرك بدون الكرة لمنح الزميل إختيارات تمرير تمثل فرضا للسيادة وللسيطرة. وهو مافعله المنتخب منذ الدقيقة الأول. وكان الهدف وراء دعم الثقة فى نفوس اللاعبين.. فيما هز ثقة لاعبى غانا فى أنفسهم.. لماذا لم نلعب هكذا أمام مالى وأوغندا.. هل هى عشوائية الفريقين؟ هل هو الفارق بين مواجهة فريق يلعب كرة قدم مثل غانا وفرق تلعب كرة قدم أمريكية إفريقية مثل مالى وأوغندا وتسمى كرة قبائل البانتو؟.•• فزنا والحمد الله. وانفجرت ينابيع الفرحة فى الشارع المصرى، وهى فرحة طبيعية، كروية، ففى كل دراسات علماء الإجتماع تخرج الشعوب بالملايين فى الشوارع والميادين لرفض أو لتأييد واقع سياسى أو إحتفالا بإنتصارات رياضية للمنتخبات وخاصة كرة القدم. فعلها الفرنسيون، والكوريون، واليابانيون، والألمان.. فتلك الإنتصارات تمس الكبرياء الوطنى للشعوب. وتلك ليست مجرد كلمات مسطحة، وإنما نتاج دراسات وقراءات عميقة. ومن يرى شعبا يخرج بالملايين لسبب ثالث.. برجاء أن يبلغنا.•• مبروك للمنتخب. وللمصريين الذين أسعدهم الأداء والفوز.. وشكرا للاعبين ولمدربهم كوبر الذين والذى تحملوا نقدنا، وقد كان نقدا فنيا خالصا بدون تجاوز.. أما الذين وجهوا إلى كوبر سبابا وهبابا، وأعتبروه فاشلا «وش».. فقد رأيتهم يرونه مدربا رائعا وعظيما وعبقريا وبطلا.. حقا أنها لعبة مستديرة.
بقلم: حسن المستكاويالمصدر: الشروق